Wednesday 30 July 2008

مفهوم القيمة .. فلسفياً


ثمة نظرة سادت في الفكر الفلسفي منذ أفلاطون وحتى يومنا هذا ، تقوم هذه النظرة على تفسير الواقع – فلسفياً – على أساس " المثل " ، كما وتقيّم هذا الواقع على أساس " القيم " ، ومع أن مصطلح " القيمة " مصطلح حديث لم يظهر إلا في القرن التاسع عشر في فلسفة كنت ونيتشة بشكل خاص ، إلا أننا نجد جذور هذا المصطلح في فلسفة أفلاطون من خلال تمييزه بين عالم المثل وعالم الواقع ، حين أعتبر أفلاطون – في تشبيه الكهف – أن مثال الخير " تو ألاثون إيدوس " هو الذي يهبنا القدرة على المعرفة ، ورمز له بالشمس . ونتيجة للخلط بين معنى الخير المعرفي ( أي المثال الذي يكشف عن ذاته ويهب غيره القدرة على التكشّف فيُعرف ) ومعنى الخير الأخلاقي ( = القيمة ) في مصطلح ال" ألاثون " ، نشأ مفهوم " القيمة " نتيجة لهذا الخلط إذن، وأصبحت هذه القيمة أو " القيم في ذاتها " بالنسبة للإنسان بمثابة " ما ينبغي أن يكون " ، فيتقوّم سلوكه بناءاً على هذه القيم ، تماماً كما كانت ال" ألاثون " بمثابة المثال الذي يهب الأشياء القابلية لأن تعرف.. فحلّت القيمة هنا محل مثال الخير .
لنعد إلى البداية ، لقد ظهرت " الفلسفة " * في الحضارة اليونانية بوصفها " حب " أو " ميل " ** إلى المعرفة الصحيحة أو الحكمة ، وعلى الرغم من أن الميل والحب هي مفاهيم تتعلق " بالشعور" ، إلاّ أن البحث الفلسفي أخذ طابع السؤال عن الأشياء ( الموجود) دون أن يكترث بطبيعة ذلك الشعور ، بل لقد خرج الاهتمام بهذا الشعور عن نطاق الفلسفة ، وأصبح ما يعرف الآن بعلم النفس ؛ فتحول الهم الفلسفي إلى : كيف نعرف ؟ بدلاً من أن يكون : لماذا نعرف ؟ لماذا نحب المعرفة ونميل إليها ؟ فكيف إذن تم ذلك التحول من الاهتمام بـ " الحب " أو " الميل " إلى الاهتمام " بالحكمة " ؟!! ه

الغريب أن هذا التحول في "صيغة " فهم الفلسفة التي بدأت في اليونان ، قد انتقلت إلى الحضارة الإسلامية ، ومنها عادت إلى الفكر الغربي مرة أخرى ، دون أن يطرأ أي تغيير على صيغتها الأولى التي ظهرت بها ، أعني التساؤل عن الوجود لا عن الميل أو ال "فيلو " ** ، وقد نتج عن هذه الصيغة ( السؤال ) فصل السائل ( الإنسان ) عن موضوع السؤال ( الوجود ) ، ولتأكيد هذا " الفصل " أو " التمييز " ، عرّف الإنسان نفسه على أنه حيوان ناطق *** ، وأعتبر النطق سمة فريدة ومميزة للإنسانية عن بقية الموجودات ، بل وعن الوجود ذاته ، فأصبح الإنسان يسأل عن الوجود وكأنه خارج عنه لا بوصفه هو ذاته موجوداً تتحقق فيه صفة الوجود . كما أصبح التمييز على أساس النطق نموذجا لأشكال أخرى من التمييز ، منها ما هو على أساس الأخلاق ومنها ما هو على أساس الاجتماع وغيرها من " صفات " الإنسان … فأصبح التمايز أو الثنائية بالنسبة للإنسان وكأنها حقيقة ثابتة ، وليست بحاجة إلى تبرير .
لقد قامت العلوم منذ نشأتها على أساس التمييز بين " الإنسان " وكل ما هو " ليس بإنسان " ، غير أن العلوم – بكل فروعها – ليست كالفلسفة ، فهي تعترف منذ البداية بأن أهدافها عملية ، تسعى لتحقيق الرفاهية والمنفعة للإنسان عن طريق استغلال كل ما هو ليس إنساناً … في حين أن الأمر ليس كذلك مع الفلسفة ، ذلك أن القناعة السائدة في الفلسفة هي أن العلوم إنما تقتطع جزءاً من الوجود ( موجود ما ) وتدرسه ، في حين أن موضوع الفلسفة هو " الوجود ككل " .ه
.
-------------------------
* Philosophy
** Philo
*** Animal Rationale
.
.
ورد وود للجميع

حياتي كمسلم



يدعي كثير ممن غرر بهم وغرتهم حياة الفجور وعبادة الحياة المادية بأن حياة المسلم ليست سوى شقاء وبلا أي فرح

والحقيقة أن الاسلام دين اعتدال ووسطية ، بل إنه الدين الوحيد الذي يعطي للإنسان كل ما يحتاجه للعيش بسلام وحرية وسعادة في الدنيا دون أن يتجاوز على أحد أو يضر بأحد .. في الوقت نفسه يقدم له كل ما يريحه وينصفه في الحياة الآخرة ...ه


ما الذي يحتاجه الإنسان ليعيش حياة كريمة وسعيدة ؟

حاجات مادية ، عاطفية ، روحية ، عقلية ... الخ

ما الذي يمنعه الإسلام على المسلم من بين كل فئة من هذه الفئات ؟ ما هو ضار لنفسه أو لغيره فقط

فأنا أستطيع كمسلم أن أشبع حاجاتي المادية من طعام وشراب وملبس وجنس ونوم وغيرها في إطار من التعاليم الشرعية السليمة .. دون أن أظلم أحد أو أسيء لأحد

كما أستطيع أن أشبع حاجاتي العاطفية من حب وانتماء ومشاركة للآخرين بأفراحهم وأحزانهم دون أن أعصي الله عز وجل

وأيضا أستطيع أن أتزود بالمعرفة وأستثمرها فيما ينفعني وينفع البشرية بما لا يجرح مشاعر أحد

باختصار .. أستطيع أن أمارس حياتي بكل ما تتطلبه من حاجات وأن أحصل على السعادة والراحة النفسية والطمأنينة دون أن أغضب الله عز وجل ، ودون أن أتجاوز حقوق الآخرين ، ودون أن أسيء لأحد

كل ما أحتاجه أن أتعلم ديني بصورة صحيحة .. وأمارس حياتي كما رسمها لي خالقي سبحانه وتعالى


.

لا أصنف نفسي ضمن هذا التيار ولا ذلك .. فلست سنيا ولا شيعيا ، لست ليبراليا ولا منغلق التفكير

لست ديمقراطيا ولا ديكتاتوريا

لست شيوعيا ولا رأسمالي

لست أفلاطونيا ولا أرسطيا

باختصار .. لست علبة فارغة يضعها الآخرون في هذا الرف أو ذاك

ولا أقبل لنفسي إلا أن أكون مسلما لا غير

لأن الإسلام بالنسبة لي ليس إيديولوجيا وليس فلسفة

الإسلام منهج حياة في الدنيا .. ووسيلة نجاة في الآخرة


أمارس حياتي كما تعلمت أن أمارسها من خير البشرية .. رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام

الذي علمني كيف ابتسم في وجوه الآخرين

وأساعد المحتاجين

وأحترم كل إنسان مهما كان
لا أكذب ولا أغش ولا أمد يدي على ما ليس لي .. هكذا علمني القرآن
أصلي وأصوم وأزكي مالي ولا أشعر في ذلك إلا بالسعادة :) ه

.

اليوم .. قدمت مساعدة لشخص يهودي محتاج .. ومضيت وفي نفسي سعادة لأنني شعرت بإنسانيتي

فهكذا علمني الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام

عندما زار جاره اليهودي ليطمئن عليه ويسأل عن حاله ، وهو الذي سخر نفسه لأذية الرسول عليه الصلاة والسلام

هذا هو الإسلام العظيم .. الذي علمني أن أعيش في دنياي وكأنني أعيش أبدا ، وأن أعمل لآخرتي كأنني أموت غدا ...ه

.

لست مثاليا .. وحياتي ليست كلها رخاء

ولكنني اشعر بالسعادة

لأنني أستمتع بما أحله الله عز وجل لي

ولا أأسف على ما حرمه سبحانه علي .. ليقيني بأنه ليس فيه خيرا


أحمد الله وأشكره على ما أنعم به علي من فضله .. من الصحة والعافية والنعم

وأصبر على ما يصيبني من مصائب الدنيا .. وأحتسب كل أمري لله

وما أعظم الإسلام الذي جعل للمسلم أمره كله له خيرا

إن أصابه خيرا شكر ، وإن أصابه شر صبر

وفي كل ذلك ، هو مأجور


هذه حياتي كمسلم

ولا أبالي بتشاؤمية شوبنهور ، ولا سوداوية نيتشة ولا تجرفني حالة اليأس من موقف هنا وألم هناك .. لأنني قوي بالله سبحانه

.

هذه حياتي .. وأسال الله أن يجعل حياتكم جميعا سعيدة في ظل الإسلام


ورد وود للجميع ..


Tuesday 29 July 2008

كن جميلاً

أضحكني حين قال وردد بعض عبارات من هنا ومن هناك .. كان يعتقد بها أنه وجد " عيباً " وشرخاً كبيراً في الإسلام لا يمكن معه الاستمرار فيه :) ه
لا أدري لماذا تذكرت حينها رائعة شاعر المهجر .. إيليا أبو ماضي .. فلسفة الحياة
مع أن المشكلة ليست في وجود أي عيب في الإسلام .. وإنما العيب في عيون الناظر إليه ليس أكثر ! ـ
أيّها الشّاكي وما بك داء *** كيف تغدو اذا غدوت عليلا ؟
انّ شرّ الجناة في الأرض نفس *** تتوقّى، قبل الرّحيل ، الرّحيلا
وترى الشّوك في الورود ، وتعمى *** أن ترى فوقها النّدى إكليلا
هو عبء على الحياة ثقيل *** من يظنّ الحياة عبئا ثقيلا
والذي نفسه بغير جمال *** لا يرى في الوجود شيئا جميلا
أيّها الشّاكي وما بك داء *** كن جميلا تر الوجود جميلا
ورد وود للجميع

هل نستطيع تبرير الالحاد ؟

عرفت البشرية على مر التاريخ عدة صور ونماذج من "الخروج عن الدين " وعدم الاعتراف بوجود الله ، وهناك تصنيفات عديدة لصور التراجع هذه منها ما يسمى بالالحاد البارد ( الانكار التام لوجود أي إله ) ، والإلحاد القلق ( والذي يكون صاحبه في حالة قلق وتمزق داخلي بسبب عدم وثوقه بموقفه ) أو انكار ألوهية الشرائع ونبوة الرسل على الرغم من اعترافهم بوجود خالق للكون .. وغيرها من صور الخروج عن الدين .
والالحاد الحقيقي يمثل موقف فلسفي معقد ويقوم على تبريرات عقلية تتطلب إلماماً واسعاً بمفاهيم نظرية الوجود ( الميتافيزيقا ) ونظرية المعرفة ( الابستمولوجيا ) وكذلك موقف أخلاقي يمكن أن يتخذه الملحد لتبرير حياته بعد انكاره لكل القيم الأخلاقية التي تعتبر الأديان أهم مصادرها .. إذ كيف سيبرر الملحد بعد إنكاره للدين بكل ما فيه من قيم وأوامر ونواهي وضوابط شرعية تحدد سلوك الأفراد والجماعات ، سلوكه كفرد تجاه نفسه وتجاه الآخرين ؟! أي قيم سيعتمد وما هي مصادر تلك القيم ؟؟! فإذا كان سيرفض الكذب وهو ملحد كيف سيبرر هذا الرفض ؟ غالبا ما يتخذ الملحدون بنظرية الأخلاق البراجماتية ( العملية ) كما نادى بها الفلاسفة الأميركيون الكلاسيكيون .. وهي نظرية لاقت العديد من الردود القاسية التي أثبتت أنها لا تصلح كقيم إنسانية حقيقية . فهي ببساطة تقوم على اعتبار نتائج الأفعال مقياساً لاعتبارها صحيحة أم خاطئة
وعلى الرغم من أن الالحاد البارد قد انتشر في الدول الأوروبية بعد الحرب العالمية الأولى والثانية ، خاصة بين صفوف الشباب ، وذلك بتأثير من كتابات شوبنهور ونيتشة وهيدجر وسارتر وكامو وغيرهم من الفلاسفة - الوجوديين بشكل خاص - والتي كانت تتسم بالنظرة التشاؤمية حد اليأس والاحباط وكراهية الحياة .. ولذلك ليس من المصادفة أن تشهد أوروبا في تلك الفترة أعلى معدلات الانتحار بين صفوف الشباب !!!ه
غير أن موجة الالحاد هذه لم تلبث أن تراجعت كثيراً بعد ذلك .. خاصة في السبعينات والثمانينات .. إلا أن الالحاد القلق والذي لا يقول بإنكار وجود الخالق ولا حتى ألوهية الدين .. وإنما فقط عدم الاكتراث بما قد يحدث بعد الموت ليس أكثر .. والسبب بسيط لأن أصحاب هذا الاتجاه لا يملكون أدلة عقلية تمكنهم من تبرير ذلك الانكار .. فكانت " اللادينية " هي الحالة الأنسب لكثير منهم خاصة وأنهم يعيشون في بلدان علمانية تمثل بيئة جيدة لاتخاذ مثل هذا الموقف السلبي تجاه المعنى الحقيقي " للحياة " .
هذا بالنسبة للغرب .. وعندما نأتي للدول الإسلامية والعربية منها على وجه الخصوص ، نلاحظ أن الأمر لا يختلف كثيراً عن باقي الظواهر السلبية التي وجدت رواجاً كبيراً بين صفوف الشباب والمراهقين .. ظاهرة جديدة كغيرها من الظواهر .. وتقليد آخر على غرار التقليد السطحي للبس والحركات وحتى قصات الشعر :)ه
فلا يوجد موقف فلسفي حقيقي عند هؤلاء " المساكين " ولا حتى منطق فكري معقول .. هكذا مجرد سخط على أوضاع لم يفهموها ، وترديد لشعارات ومقولات فلسفية هي أكبر بكثير من أن تحتويها عقولهم الصغيرة .. ولذلك ليس من الغريب أن لا تجد لديهم سوى السباب والشتم والاستهزاء بكل ما هو مقدس .. ليس من منطلق موقف فكري واضح الملامح ، إذ ما الذي يقدمه التطاول على ذات الله عز وجل والسخرية من الأنبياء ، ما هو الفكر الذي يتضمنه مثل هذا التطاول والبذاءة ؟!! لا شيء على الاطلاق ...ه
هناك عامل مشترك ربما يجمع معظم هؤلاء " المساكين " ( وأنا أسميهم مساكين لأنهم فعلا كذلك ، يمارسون لعبة عقلية هي أكبر بكثير من إدراكهم وأخطر بكثير مما يعتقدون ) وهو أنهم في الغالب من اللواطيين والسحاقيات ومدمني الخمر والحشيش .. وهي أمراض نفسية تجعلهم يعيشون صراع داخلي مؤلم وتمزق وحالة من اضطراب التفكير ، وتجعلهم ساخطين ناقمين على مجتمعاتهم وكارهين لكل ما يمثل أصولا وثوابت في هذه المجتمعات .. والسبب بسيط يكمن في شعورهم بالنقص والنبذ وعدم القبول من هذا المجتمع .. ولأن المجتمع " كيان رمزي " لا وجود له في الواقع ، وإنما هو مجرد " مجموعة من الأفرد " وجدوا ضالتهم في احتقار هذا المجتمع من خلال احتقار مقدساته .. فهي في النهاية مصدر تحريم ومنع ما يعتقدون بأنه " حرية شخصية " في ممارسة اللواط والسحاق وتغييب العقل والوعي !!!ه
الالحاد باختصار " موقف " لا يمكن تبريره بالعقل والمنطق السليم .. ولا حتى باستخدام نظرية التطور عند دارون التي مضى عليها قرنان من الزمان دون أية ملامح عقلية وفكرية واضحة يمكن أن تقنع حتى البسطاء ..
فالالحاد يعني " إنكار وجود" .. وهو موقف يحمل تناقض داخلي منطقي كما يسمى في الميتافيزيقا باسم " القضية الوجودية السالبة " .. أي أن تقول هذا الشي ( الذي لديك عنه تصور ما ) غير موجود .. فكيف يمكن الحديث عن شيء غير موجود إذا كان غير موجوداً أصلاً ؟!!! هذا هو التناقض الداخلي لفكرة الالحاد والشك ..
ورد وود للجميع

Monday 28 July 2008

شريعة بالية ليست لزماننا

حوار هادئ بين اثنين ، يحاول أحدها جاهداً أن يقنع الآخر بوجود الله .. غير أن هذا الآخر يصرّ على عدم وجوده بدليل أن هناك أطفال يتألمون .. وجياع ينامون بغير طعام .. وحكام فاسدون ، وفتاوي مضحكة .. إذن الله غير موجود !!!ه
يا لها من سذاجة ....ه
انزعج صاحبنا من هذا العناد .. أغلق المنتدى وذهب
ولكنه يشعر بأنه غير مرتاح :)
عاد مرة أخرى .. وبدأ هذه المرة في مناقشة مسلم ساخط على الأوضاع .. يبدو أنه في سنة أولى إلحاد ، ولكنه لم يصرح بذلك حتى الآن .. مع أنه ينكر كل شيء تقريبا .. ومن بين ما قاله أثناء الحوار مع صاحبنا .. أن تعاليم الشريعة كلها لا تصلح لزماننا هذا .. وأخذ يستخدم كل مهارات وفنون الخطاب ليسخر من صاحبنا والمسلمون " الأغبياء " اللذين لا يزالوون يصرون على اتباع تعاليم وأحكام مضى عليها أكثر من 1400 عام .. فهم أغبياء لأنهم لا يدركون - مثله هو - بأن الزمن تغير وأن الأحكام التي كانت سائدة في عصر الرسول عليه الصلاة والسلام والصحابة لا يمكن أن تنطبق على زماننا هذا !!!ه
لا أعرف حقيقة لماذا استوقفتني هذه القضية بالذات .. ربما لأنني أسمعها تتردد كثيراً بين الملحدين واللادينيين ، بل إنها تعتبر عند كثير منهم من أهم الحجج والبراهين على " غباء " المسلمين وتخلفهم .. وبالتالي لا بد من ترك هذا الدين << لا أعرف كيف تم الاستنتاج ولكنه هكذا يحدث عندهم على كل حال
***
أعلم أن الحديث عن الأحكام الشرعية لا يهم الملحدين واللادينيين ولا يعنيهم هذا الأمر في شيء طالما أنهم غير مؤمنين أصلاً بوجود الله ولا بحقيقة الأديان ..
ولكن بما أن هذه الفكرة موجودة ومستخدمة عند كثير ممن نصبوا أنفسهم " أركوزات " لإضحاك الجماهير على كل ما هو ديني ومقدس .. وجدت في نفسي رغبة للكتابة في هذا الموضوع ..
ما معنى أن يقال بأن الحكم الشرعي الفلاني صدر في عصر الرسول عليه الصلاة والسلام ولا يناسب عصرنا هذا ؟!! ه
بداية هذا يتطلب تحديداً لبعض المفاهيم .. أولا كيف نحدد الفترات الزمنية التي يصلح فيها تطبيق هذا الحكم الشرعي أو ذاك ؟؟؟
لنأخذ مثلاً حكم قطع يد السارق ..
إلى أي عصر تعتقدون بأنه يصلح ؟ وهل هناك تاريخ محدد كما هو الحال في القوانين الوضعية بحيث يصبح هذا الحكم ساريا ابتداء من كذا وانتهاء بكذا ؟
ثم من المخول بتحديد الزمن ؟! وعلى أي أساس .. ؟؟؟ أخشى أن يقال على أساس معايير الأمم المتحدة :) ه
ثم ما هي الأحكام التي يمكن أن نعتبرها صالحة لكل زمان ومكان وما هي الأحكام التي لا تصلح ؟؟ ومرة أخرى من الذي يملك الحق في تحديدها واختيار ما يناسب عصر الصحابة وما يناسب العصور الوسطى وما يناسب عصر النهضة ... الخ
ما هي مواصفات من يملك الحق في تحديد تلك الأحكام ومدى ملائمتها للبشر والمكان والزمان ؟ هل هو عالم أم مجموعة علماء أم الحاكم أم ماذا ؟؟؟
هذه الأسئلة وغيرها .. أطرحها على ضيوفنا في البرنامج :)
ورد وود للجميع

الجواب على سؤال : ومن خلق الله


.. لا أتصور إنسان على وجه الأرض لم يتعرض بينه وبين نفسه لمثل هذا السؤال
فهو نتيجة طبيعية للمنطق العقلي عندما نتدرج بالسؤال عن سبب وجود الأشياء ثم وجود الكون ، ومن ثم نصل إلى القول : ومن خلق الله ؟؟؟
وعلى الرغم من أن المؤمن لا يحتاج لأكثر من منطق ذلك الإعرابي البسيط لمعرفة وجود خالقه والاطمئنان بهذا المنطق
إلا أن نبرة القلق والشك والحيرة التي يكابدها الملحدون لا يعالجها ذلك المنطق ولا يكتفون بالتوقف عن القول بأن البعرة تدل على البعير والأثر يدل على المسير وبالتالي فهذا لكون الواسع بنظامه وعظمته ألا يدل على الخالق القادر الكبير ...ه
ولذلك ليس غريبا أن ينطلق هذا الإنسان الحائر المضطرب الفكر ويستمر في السؤال : ومن خلق الله ؟
المسألة بسيطة .. لا تحتاج إلا إلى رغبة حقيقية وصادقة في المعرفة ، فأنت لن تستطيع أن تقنع شخصا لا يريد أن يقتنع لأنه ببساطة لن ينظر إلى الحجج والبراهين ، وإنما سيفكر تلقائيا بأي وسيلة للهرب وعدم الاعتراف !!! ه
البداية لا بد أن تكون مع تحديد مفهوم المعرفة .. كيف نعرف ؟؟؟
لا نستطيع أن نعرف أن لون الحائط أبيض إلا من خلال حاسة البصر .. أمر بديهي
ولا نستطيع أن نعرف أن 1 + 1 = 2 ... أو أن الكل أكبر من الجزء ، إلا من خلال العقل .. أمر بديهي آخر
ولكن كيف نعرف بأن الحائط أبيض ؟ أعني ما هي العملية التي تمت حتى تكونت هذه المعرفة لدينا ؟؟
باختصار .. المعرفة تتكون من خلال اجتماع " معطيات حسية " تأتينا عبر الحواس مع مفاهيم عقلية موجودة في العقل
فالأعمى مثلا .. لديه مفاهيم عن اللون ، ولكنها مفاهيم عقلية لا تمكنه من تكوين معرفة بلون الحائط لأنه عاجز وليست لديه حاسة البصر التي تزود عقله بمعطيات ذلك اللون ....ه
المعرفة إذن تتطلب معطيات حسية يتم تركيبها في العقل بمفاهيم الكم والكيف والإضافة والجوهر ... الخ
ولذلك .. نحن نستطيع أن نفهم أو نستنتج بأنه لا بد من وجود خالق أوجد هذا الكون ... ببساطة لأن لدينا معطيات حسية ومفاهيم عقلية تمكننا من المعرفة والاستنتاج في حدود الطبيعة
تماماً كما نستنتج من وجود كتاب موضوع أمامنا بأنه لا بد من وجود مؤلف ، ومصنع لصناعة الورق وآخر للطباعة وعمال يعملون حتى خرج هذا الكتاب .... ه
ولكن لماذا لا نستطيع أن نستمر بالسؤال ونقول : ومن خلق الله إذن ؟
لأن الأمر هنا يتعلق بالميتافيزيقا .. عالم ما وارء الطبيعة ... ولأنه عالم أعلى من عالم الطبيعة ، لا نملك منه أية معطيات حسية ولا مفاهيم عقلية تمكننا من تكوين معرفة ... .ه
وهذا ما قال عنه إمانويل كنت - أعظم فلاسفة الغرب - بحدود العقل .. !ه
نعم فللعقل حدود لا يستطيع أن يتخطاها .. كما أن للحواس حدود لا تستطيع أن تخترقها ، ولأجسادنا حدود لا تستطيع أن تتجاوزها ..
المشكلة إذن تتعلق بصحة السؤال .. وليست في الإجابة
عندما نقول " من خلق الله " فنحن باختصار نضع الأمر بهذه الطريقة " الله مخلوق ، فمن خلقه " ؟؟؟
ولكن من أين أتت المقدمة الأولى ( الله مخلوق ) ؟؟؟؟ كيف توصلنا إلى هذه المقدمة حتى نستطيع أن نطلق السؤال " من خلقه " ؟؟؟
ببساطة .. هذه المقدمة جاءتنا بسبب العقل الذي يفهم الأمور بهذه " السببية " .. أن وجود كتاب يعني بالضرورة وجود مؤلف ....ه
وبالمثل .. وجود إله يعني أنه مخلوق ، فمن خلقه !! ولكننا هنا نقع في خطأ كبييييير لأننا بكل سذاجة قمنا باستخدام مفاهيم الطبيعة على عالم ما بعد الطبيعة !
كيف نبرر إذن هذا القفز من الطبيعة إلى الميتافيزيقا ؟!!! هنا السؤال الذي ينبغي أن نتأمل فيه قبل أن نطلق السؤال الساذج " من خلق الله " وإلا فإننا سنقع في أخطاء في التفكير ...
نستطيع أن نقول بأن السيارة تحركت لأن هناك قوة ميكانيكية حركتها ..
نستطيع أن نقول بأن القلم تحرك لأن هناك يداً حركتها
نستطيع أن نقول بأن لكل حادث سبب في عالم الطبيعة
نستطيع أن نفهم الأمور ضمن إطار الطبيعة ... لأننا نملك معطيات ومفاهيم عنها
ولكننا لا نستطيع أن نفهم كيف يتحرك الملائكة وكيف يقومون بأشياء لا نستطيع تصورها
ولا أن نفهم كيف باستطاعة الجن أن يتحركون بسرعة رهيبة لا يمكننا حسابها
ولا أن نفهم كيف وجد الله عز وجل
ولكن .. إذا كنت لا أعرف ولا أملك وسائل المعرفة التي تمكنني من معرفة حقيقة وجود الله ، هل يعني هذا مبرراً كافيا لنقض فكرة وجود الله ذاتها التي تكونت لدينا من خلال وجود هذا الكون الهائل والذي لا يمكن تصوره بدون خالق ؟!!! بالتأكيد لا
ورد وود للجميع

التناقض الداخلي في فكرة الشك

نشأت الفلسفة في اليونان القديمة ، عندما أطلق طاليس أول تساؤل فلسفي عن أصل الوجود ومادته، ومنذ ذلك الحين تميزت الحضارة اليونانية بأهم خصائصها التي انسحبت على العالم الغربي بأكمله ، وأعني التفكير العقلاني .. والعقلانية عند اليونان ارتبطت بمفهوم " السببية " .. أي الاعتقاد بأن لكل حدث سبب ، ومن هنا أخذ مفهوم العقل عندهم نفس المعنى وأصبحت الكلمات الدالة على العقل هي
Reason, Reasoning, Rationality, Reasonable ...
وهي كلها كلمات مأخوذة عن الكلمة اليونانية
Ratio
والتي تعني السبب ..
والغريب أن في اللغة العربية نجد معنى كلمة " العقل " يوحي هو أيضاً بنفس المعنى .. الربط ، أي ربط الحدث بأسبابه !
***
عرفت الحضارة اليونانية أزهى عصورها وتقدمها عندما كانت الفلسفة فيها تقوم على العقل والمنطق ، فأنتجت سقراط وأفلاطون وأرسطو وهيراقليطس ومدارس الفلسفة المختلفة من مشائية ورواقية وغيرها ..
ولكنها بدأت بالانهيار بمجرد دخول ما سمي بفلسفة " الشك المطلق " .. وهي حقيقة تاريخية إذ ارتبط انهيار كل الحضارات القديمة بانتشار عنصر الشك حتى قيل بأن الشك عنصر هدم وتقويض ..
وهذا أمر واضح إذ لم يقدم الفلاسفة الشكاك على مر التاريخ أية حقائق على الاطلاق ، وإنما هم فقط مارسوا " لعبة عقلية " ساهم القصور في اللغة والتفكير في رواجها .. مع أنها تحمل في داخلها كل معاني التناقض الداخلي واللامعقول ..
ويكفي أن نذكر حجج زينون الإيلي في استحالة الحركة على سبيل المثال لندرك هذه الحقيقة ..
يقول زينون بأن الحركة مستحيلة .. لأن الجسم المتحرك يحتاج أن ينتقل من النقطة أ إلى النقطة ب
ولكنه لكي يتحرك لا بد أن يقطع المسافة بين النقطتين ، ولكي يقطع المسافة لا بد أن يقطع نصف المسافة أولا ، ولكن لكي يقطع نصف المسافة لا بد أن يقطع نصف نصف المسافة ... وبما أن الأعداد لا نهايئة .. إذن يستحيل أن يقطع الجسم أي نصف وبالتالي لا يوجد حركة !
هكذا بكل بساطة يضعك أمام لعبة عقلية ربما لا تستطيع أن تجد لها حلاً عقلياً بكلمات من لغتنا المنطوقة
ولكنك تعرف في داخلك أنك تتحرك :)
غير أن " لعبة الشك " وجدت لها عبر التاريخ رواجاً لا بأس به ... فكانت تجذب الشباب الطامح للتميز والاختلاف عن الآخرين ، وتعطيهم ذلك الشعور بالمتعة العقلية خاصة عندما يحاورون الآخرين ويلقون عليهم بهذه " الألغاز " أو الألعاب اللغوية والعقلية .. ويصيبهم الزهو والنشوة وهم يلاحظون ارتباك الطرف الآخر وعجزه عن تقديم حل " معقول " !
ولكن .. وبنظرة عامة عندما نتأمل فلسفة الشك هذه لا نستطيع أن نلمس أي خيط من خيوط المعرفة الحقيقية .. فهي لا تقول شيئا ذو معنى واقعي بقدر ما هي مخالفة صارخة لأبسط مفاهيم العقل والواقع .. فنحن نعرف في داخلنا أننا نتحرك وسوف نظل نتحرك حتى وإن عجزنا عن تقديم حل لذلك اللغز الشائك الذي أطلقه زينون قبل ما يزيد على ألفي عام ..
***
عندما سيطرت الكنيسة الكاثوليكية في العصور الوسطى ، أدركت خطورة مثل هذا التفكير الهادم وغير المنتج .. ففرضت وصايتها على العقل وحددت معالم الطريق التي ينبغي أن لا تتخطاها العقول ، غير أن ذلك لم يكن بهدف حماية عقول الناس من الجنون بقدر ما كانت وسيلة لفرض الهيمنة والسلطة واستغلال البشر .. فعندما عطلت الفكر تمكنت من استغلالهم !
ولذلك ليس من الغريب أن يخرج من رحم هذه الثقافة فلاسفة متمردون على هذا الواقع المؤلم وينادون بتحرير العقل وتمجيد الشك ، وهنا جاء ديكارت الذي أعطى الشك بعداً فلسفيا آخر ذو بناء عقلي منتج .. يؤدي بك إلى اليقين متى ما استخدمته الاستخدام الصحيح ..
وبغض النظر عن سلامة كوجيتو ( أنا أفكر إذن أنا موجود ) ديكارت والذي لا يزال يثير العديد من علامات الاستفهام والشك ، إلا أنه يبقى أن هذا الكوجيتو ذو بناء منطقي يختلف عن نزعة الشك المطلق التي مارسها السفسطائيون وأتباع زينون الإيلي وأناسيداموس وغيرهما ..
ومع ذلك .. يكفي أن نتأمل في فكرة الشك ذاتها حتى مع ديكارت ...
لنأخذ المثال التالي :
إذا قلت بأنني أشك بأن بيجاسوس ( الحصان المجنح في الأساطير اليونانية ) موجود ، فهذا معناه أن لدي تصور عن كيان ما يحمل صفات معينة ، ثم أدعي بأن هذا الكيان غير موجود !!
وهنا التناقض .. أن أقول عن شيء موجود ولدي عنه تصور .. بأنه غير موجود !!!
صحيح أنه ليس له كيان مادي .. ولكنه موجود في عقلي كتصور أو فكرة
ومن هنا نفهم أن كل شك يحمل في داخله تناقض داخلي
وهذا ينطبق بالتأكيد على كل الأفكار التي شككت في وجود الله .. فعندما يقول قائل : الله غير موجود
فهو يضع تصور ما ، لإله اسمه الله ، ثم يقول بأنه غير موجود !!!
وللحديث بقية إن شاء الله ...
ورد وود للجميع

Sunday 27 July 2008

مستويات المعرفة

هناك ثلاث مستويات للمعرفة :
المستوى الأول : المعرفة الحسية .. وهي أضعفها لأنها تعتمد على الحواس ، والحواس قاصرة من جهة وتخدعنا أحياناً من جهة أخرى .
المستوى الثاني : المعرفة العقلية .. وهي أعلى مرتبة من الحسية ، ولكنها أيضاً قاصرة لأنها تعتمد على الحواس ( والتي هي قاصرة بدورها ) ، ولأن هناك حدوداً للعقل لا يستطيع أن يتخطاها كونها من مستوى آخر .. مختلف لا تستطيع قواعد العقل أن تتعامل معه .
المشتوى الثالث : المعرفة الحدسية ( الإيمان ) .. وهو أعلى مراتب المعرفة ، فالمعرفة الحدسية يقينية .. ولكن هناك مشكلة تتعلق بها وهي عدم إمكانية نقلها إلى الآخرين .. فأنت قد تستطيع أن تؤمن بصحة فكرة ما .. ولكنك لا تستطيع أن تجعل الآخرين يؤمنون بنفس ما تؤمن به .. باختصار لأنهم يختلفون عنك ... إنهم " آخرون " وليسوا " أنت " .
***
شغل أبو حامد الغزالي بالبحث عن " الحقيقة " بين الأديان والفلسفات المختلفة .. وكلفه ذلك السفر الى منابع كل دين وكل فلسفة .. والتعرف على أصولها من مصادرها حتى يضمن عدم تأثير أي مؤثر خارجي عليه .. واستمرت رحلته في البحث عن الحقيقة سنوات طويلة .. ولكنه لم يجد في النهاية ما يشفي الغليل ويريح القلب ..
فعاش في دوامة من الحيرة والشك .. حتى أنه حفر قبراً وأقام فيه 9 أشهر ... لا يأكل سوى حبة حمّص واحدة وشربة ماء ..
ثم بعد مضي الأشهر التسعة .. خرج وكأنه ولد من جديد .. وأمسك القلم .. وكتب " إحياء علوم الدين "
هكذا .. " نور قذفه الله في قلبه " كما يقول عن نفسه في كتابه " المنقذ من الظلال "
تستطيع أن تقرأ تجربة الغزالي نعم .. تستطيع أن تفهم حججه الفلسفية وأدلته وبراهينه على صدق ما توصل إليه ... وربما تستطيع أن تعيش نفس تجربة الغزالي رحمه الله .. ولكنك لن تكون " أبو حامد الغزالي " آخر أبداً .. فأنت أنت .. وهو هو !!!
ولكن .. إذا كان الإيمان شعور داخلي ، هل يعذر من لا يشعر به ؟!!
لا أملك الحقيقة .. ولكني مؤمن .. وأعتقد بأن على الانسان أن يسعى للوصول للحقيقة ويؤمن بها
وأنا أفهم ذلك على ضوء الآية الكريمة :
(( ونفس وما سواها ، فألهمها فجورها وتقواها ))
فالنفس البشرية تضم كلا الجانبين .. جانب الخير وجانب الشر .. والله عز وجل وعد الإنسان بأن يعينه على الوصول للإيمان والهداية إذا بذل هذا الإنسان الجهد الكافي للوصول .. ولذلك علينا أن لا نتوقع أن يأتينا الإيمان هكذا بكل بساطة ونحن نسلك طريق " الفجور " ... علينا أن نبدأ بأنفسنا ونسلك طريق " التقوى " أولا حتى نصبح مؤهلين لنيل الحقيقة .
عزيزي الملحد .. إذا كنت تعتقد بأن الشك والحيرة التي تعيشها في داخلك مبررة عقليا ويمكن أن تعفيك من مسئوليتك كإنسان فأنت مخطئ .. فعليك أن تبذل الجهد في طلب الإيمان حتى تصل وترتاح .. وتأكد أن ذلك لن يتم من خلال استهزاءك ببعض الأحكام التي عجز عقلك عن فهمها .. فعقلك قاصر !
أتمنى أن تعيد حساباتك .. وتتأمل في نفسك قليلاً .. هل أنت باحث عن الحقيقة حقاً .. أم أنك مجرد تتسلى" بلعبة عقلية " تعطيك بعض الشعور بالمتعة وأنت تحرج خصومك بأسئلة من مستوى حدسي وتريد إجابات من مستوى عقلي أو حسي ؟!!!
تأمل ذاتك ..

سذاجة فكرة المصادفة

لاحظت كثرة استخدام عبارة " أن الكون تكوّن بالصدفة " عند كثير من الملحدين .. فأحببت أن أفتح نافذة صغيرة لمناقشة هذه الفكرة بهدوء وعقلانية :)
كيف يمكن أن يوجد نظام كامل بالصدفة ؟
لا داعي للبدء من اختراع العجلة .. سأستخدم مثال بسيط
هل يمكن تصور إمكانية تأليف كتاب كامل مفهرس ويضم أفكاراً ومواضيع وأمثلة وأدلة عقلية تتسم بالاتساق الذاتي وتخلو من التناقض ... الخ
هل يمكن تصور حدوث ذلك من خلال صندوق يحتوي مئات الآلاف من الحروف الأبجدية ؟!
حتى وإن أخذنا بهزّ هذا الصندوق لمدة 10 ملايين عام مثلاً ؟!!!
وحتى لو قررنا أن نقبل بأن نكون " سذج " لدرجة الغباء .. وقبلنا بهذه الإمكانية ( فالعالم لا يخلو من أمثال هؤلاء على كل حال )
يبقى السؤال : ومن أين أتت هذه الحروف ؟
كما يبقى السؤال .. ومن أين أتت الذرات أو المكونات الأولى التي شكلت الكون " بالصدفة " ؟!!!ه
ربما يوجد من يعتقد بهذه القدرة .. بدافع " العناد " ليس أكثر :)
ورد وود ...

أسئلة تحتاج إجابات


كلنا لدينا تساؤلات .. ربما بعضها يوصف بالكفر ، فنخشاها ونستعيذ حينها من الشيطان الرجيم ... ونغير الموضوع . لكن هل ينتهي الأمر عند هذا الحد ؟!

لطالما ظلت
الكوارث والآلام التي تصيب البشر كل يوم مصدراً كبيراً من مصادر الالحاد عند البشر .. إذ لا يستطيع الانسان وهو يرى نفسه طيباً وأخلاقياً لا يحب الشر ولا يحتمل رؤية الأبرياء وهم يتألمون ، خاصة الأطفال ..
ولأن الانسان عاجز عن فهم " الحكمة " وراء هذا العذاب والألم .. ولدت فكرة اللاحاد من رحم هذا الشعور بالغثيان وكراهية كل إله لأنه سبب هذه الآلام غير المبررة !!!

ولكن .. كيف لنا أن نعرف بأنها آلام غير مبررة ؟!
كيف عرفنا أن هذا الذي يحدث هو مجرد " عبث " ؟!!!

لماذا لجأنا هكذا بكل سهولة الى تفسير الأمور بطريقة سلبية ولم نكلف أنفسنا عناء النظر إلى بقية الجوانب ؟!
ثم كيف استطعنا أن نتوصل إلى فكرة إنكار وجود الخالق لمجرد أننا اعتبرنا وجود الأمراض والزلازل أمر قبيح ؟!!

كانت هذه الأسئلة .. وغيرها ربما ستأتي لاحقاً .. هي السبب وراء رفضي لفكرة الإلحاد التي على ما يبدو أصبحت موضة جديدة تجد رواجاً عند بعض الغاضبين !
ولكنها بالتأكيد ليست السبب الوحيد .. فهناك أسباب عقلية تثبت عدم صحة فكرة الإلحاد ..

وللحديث بقية بعون الله ...

ورد وود ...